جماعات محلية بسيارات 4*4! في
بلد مازال فيه الفقر والحاجة وضعف البنية التحتية والتجهيزية تقتني جماعات
"منتخبة" سيارات ضخمة وغالية الثمن من ذوات الدفع الرباعي، وطبعا ذلك
بمباركة سلطة الوصاية، أي وزارة الداخلية وممثليها في الجهات والأقاليم..
وطبعا تكون الخدمات متبادلة، هناك سيارات تقتنى للقياد والباشوات ورؤساء
الدوائر.. من مالية الجماعة، وفي الغالب يأخذ هؤلاء ما شاؤوا من بنزين..
يحدث هذا حتى لو لم تكنالجماعة
القروية أو الحضرية تتوفر حتى على سيارة إسعاف أو ثانية احتياط.. حتى لو لم
تكن تتوفر على مدارس وممرات معبدة، حتى لا نتحدث عن بقية الفضاءات من
ملاعب ودور الثقافة وإيقامات خاصة بالتلاميذ..الخ.. في سيدي سليمان اقتنى
المجلس الحضري عشر سيارات للاستعمال الخفيف (وقيل في حديث آخر سبعا).. وعند
مرورك بالشارع لابد أن تصادف واحدة أو أكثر تسير أو متوقفة في مكان ما!
وهي تحمل في لوحتها حرف ج الأحمر أو الأسود (الأمر سيان).. لا نعرف بماذا
يشعر الكثير من المنتخبين وغالبية أعوان السلطة "الكبار" وهم يركبون سيارات
فاخرة في مدن وقرى متخلفة، في بلد تنخره البطالة وشبابه معطل منه من يحرق
نفسه احتجاجا؟ ألا تكفيكم سيارات اقتصادية؟إن ركوبكم لها وأنتم تستعملونها
للحاجة وخدمة المواطنين سيجعلكم "ترتقون" في عيون الناس الذين يرونكم يوميا
وهم متأسفين على واقع بئيس، ومنهم من لن يكتفي مستقبلا بالأسف والحسرة،
وهو ما لا نتمناه ولا ندعو إليه.. لقد غضب بعض شباب تازة لما مر وسطهم عامل
الإقليم بسيارته الفاخرة لأداء صلاة الجمعة دون أن يسمع لهم أو يراعي
أوضاعهم ويركب سيارة بسيطة للحاجة الملحة. وإذا كانت وزارة الداخلية تريد
"تكريم" أطرها ولا يهمها حال الشعب فلتقتني لهم سيارات فاخرة من ميزانيتها.
(الصورة لسيارة تابعة لإحدى الجماعات، أخفينا الرقم، لأن ما يهم هي الظاهرة والعبث)
كتبهامصطفى لمودن